أخبار الأنترنيت | سعي 'أمازون' إلى الربح يشعل غضب الكتاب



الكاتب يجهد ليكتب في سنوات عمره ومخاض تجاربه وعصارة مخيلته مُخاطرًا بذاته، لكن لا يمكنه أن يرى مولوده منتجاً يدرّ أرباحا على الناشرين، رغم سعيه الحثيث إلى تقديمه للقراء. ومع القفزة التكنولوجية التي شهدها العالم، لم تعد الكتب حكرا على العرض في واجهات المكتبات أو دور العرض، بل أصبحت كذلك تعرض على الأنترنت، ما أدّى إلى ظهور نوع جديد من شركات التوزيع، التي تتوسل الشبكة العنكبوتية، والتي تحقق أرباحا خيالية دون جهود كبرى. لكن إصرار بعض هذه الشركات على المنهج الربحي وجعل الكتاب مجرّد سلعة مربحة أشعل غضب الكتاب في الغرب.

تحالف أكثر من 850 كاتبا ومؤلفا وشاعرا مشهورا عالميا للاعتراض على التدابير القسرية التي اتخذها موقع “أمازون” المعروف. وقعت شخصيات شهيرة مثل “إستيفن كينغ” و”بول أوستر” و”جون غريشام” وأكثر من 850 كاتبا آخر على رسالة احتجاجية، اعترضوا فيها على السياسات والتدابير التي ينتهجها موقع أمازون، والتي يرونها تهدف فقط للحصول على أرباح أكثر.

التضييق على الناشرين

في الآونة الأخيرة، استغل موقع أمازون، الذي يعتبر أكبر سوق للكتب على الأنترنت في العالم كله، نفوذه وشهرته، وبدأ بالضغط على المؤلفين والناشرين في مختلف بلدان العالم، للحصول على أرباح أكبر. على سبيل المثال، وليس الحصر، منع الموقع، في الأسابيع الأخيرة، شراء الكُتُب من شركة “هشت” (Hacht) للنشر، التي تعتبر رابع أكبر الشركات الأميركية في مجال النشر.

فيليب بولمان: موقع أمازون يضغط على المؤلفين


وفي فترات سابقة، اتهمت شركة “هشت” للنشر موقع أمازون بإهمال زبائن هذه الشركة في الولايات المتحدة، حيث واجه هؤلاء الزبائن تأخيرا فاق 4 أسابيع للحصول على طلبهم. بينما تستغرق عملية إرسال طلبات موقع أمازون عادة يوما أو يومين فقط. وفي بعض الحالات، يلتجئ الزبون في موقع أمازون إلى شراء الكُتُب من شركة “هشت”، التي توفر حاجيات الحرفاء لفترات زمنية أطول بكثير من شركات النشر الأخرى.

وأفاد مراسل نيويورك تايمز أن موقع أمازون يضغط على شركة “هشت” لخفض أسعار كتبها، وإعطائها تخفيضات أكثر للزبائن. ولكن قاومت “هشت” هذا الأمر. ويفسر هذه الخلافات والمشاكل على أنها ضغط على شركات النشر للقبول بالاستراتيجية الجديدة لأمازون لبيع الكتب.

وفي سياق ثان مرتبط بالموضوع نفسه، أعلن، في 11 مايو 2014، عدد من شركات النشر البريطانية، وبدعم من أكبر شركة نشر بالعالم، Random HousePenguin، عن تأسيس موقع جديد لبيع وشراء الكتب.

وقد تم تسجيل أكثر من 70 شركة لبيع الكتب في هذا الموقع حتى الآن، وتتوقع شركة Random HousePenguin أن تنضمّ المئات من هذه الشركات إلى هذا الموقع. وقد تم توصيل هذا الموقع الجديد مع موقع التجارة الإلكترونية، Hive، وهو يقدم خدمات مماثلة لـ Hive إلى الناشرين في بريطانيا. وفي فترة تشغيل الموقع في نسخته التجريبية، انضمّ إليه كتّاب معروفون مثل ليزا جوول وألستر كمبل وإيروين ولش وتوني بارسونز بشكل رسمي. قال دون فرانكلين، أحد الناشرين في شركة Random HousePenguin: “إن الناشرين والكُتّاب والقراء سيحصلون على معلومات ثمينة عبر هذا الموقع الجديد، لوضع خطط مستقبلية في صناعة النشر، فضلا عن العائدات الاقتصادية والمالية التي ستتأتى عنه”. ونفى فرانكلين وجود أيّة منافسة مع أمازون، واعتبر نشاط هذا الموقع الجديد، نوعا من الشراكة.

كارين جوي: أمازون يسعى إلى تدمير آفاق الكتاب


رسالة احتجاجية

وفي موضوع الرسالة الاحتجاجية، أعلن دوغلاس برستون لغارديان عن نشر هذه الرسالة في صحيفة نيويورك تايمز في المستقبل القريب، معتبرا سياسات موقع أمازون عملا يسلك طريق الشر، ويسعى إلى تدمير آمال وأحلام الكُتّاب الجدد، ومنعهم من الحصول على قرّاء.

وأكد برستون أن تصرف موقع أمازون بقوة مع الكتّاب والناشرين سبب وضعا متعبا أنهك الجميع، قائلا: “نشعر أننا تعرضنا للخيانة، ولأننا ساعدنا أمازون لتصبح إحدى أكبر مؤسسات تجارة الكتب في العالم، دون أن نطلب أيّ ثمن أو مقابل”.

ووقّع هذه الرسالة الاحتجاجية ستيفن كينغ، الكاتب الأميركي المعروف، ودونا ترات، وبول آستر، وجون غريشام، وجيمز بترسون، وجاشوا فريس، وجوزيف أونيل، وجنيفر إيغان، وجفري ديور، ولي تشايلد، وباربارا كينغ سولور، وكلايف كاسلر، وفيليب بولمن، وكارن جوي فولر. إضافة إلى الكثير من المشاهير في مجال النشر.
© 2015 عبدالله الشديديجميع الحقوق محفوظة قالب وتصميم : عبدالله الشديدي